التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشعراء

صفحة 246 - الجزء 5

  وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ٣٣ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ٣٤ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ٣٥ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ٣٦


  (٣١) {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} {فَأْتِ} بهذا الذي تقول إنه: {مُبِيْن}.

  (٣٢ - ٣٣) {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ۝ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} في (تفسير الإمام زيد بن علي @): «فالثعبان الذكر من الحيات» انتهى. وفي (الصحاح): «والثعبان - أيضاً - ضرب من الحيات طوال» انتهى. وقوله تعالى: {مُبِينٌ} أي بين واضح أنه ثعبان.

  وقوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ} أي من جيبه من عند ضلعه {فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} جميلة المنظر، يرغب الناس في النظر إليها لبياضها الخلقي الذي أوجده خالق اليد.

  (٣٤ - ٣٥) {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ۝ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} قال فرعون لكبراء قومه، ولعلهم الوزراء: {إِنَّ هَذَا} يعني موسى {لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} أي بالسحر ماهر فيه فهلا قتله إن كان ساحراً، وهلا قطّع الثعبان قطعاً إن كان سحراً حتى يتبين أنه عصى وليس ثعباناً، فكيف يؤكد دعواه بـ (إن) واللام والجملة الاسمية، ويزيد وصفه بأنه عليم، وهو لو كان يعلم ذلك لقتله فوراً ليستريح منه.

  وقوله: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ} أي لو سلمنا له بني إسرائيل لتوحدوا معه وأخرجونا من أرضنا فهو يطالب بإرسالهم معه لهذا الغرض، فما بال فرعون إن كان يعلم ما يدعيه فما باله لم يقتله، ويقول: قتلته لئلا يخرجنا من أرضنا بسحره.