سورة الشعراء
  
  (٤٥) {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} فإذا للمفاجأة قال في (الصحاح): «لقفت الشيء بالكسر ألقفه لقْفَا وتلقفته أيضاً أي تناولته بسرعة عن يعقوب» انتهى. وقال الراغب: «لقِفت الشيء، ألقَفه، وتلقفته: تناولته بالحذق سواء في ذلك تناوله بالفم أو اليد» انتهى.
  وفي (لسان العرب): «اللقف: تناول الشيء يرمى إليك ثم قال ابن سيده: التلقف سرعة الأخذ لما يرمى إليك باليد أو باللسان - إلى قوله -: وتلقفه: تناوله بسرعة - إلى قوله -: وفي (حديث الحج): (تلقفت التلبية من في رسول الله ÷) أي تلقيتها وحفظتها بسرعة» انتهى.
  وقوله {مَا يَأْفِكُونَ} قال في (الصحاح): «الإفك الكذب، إلى قوله: ورجل أفاك: أي كذاب - ثم قال -: والأفك - بالفتح - مصدر قولك: أفكه يأفكه أَفكا، أي قلبه وصرفه عن الشيء ومنه قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتَنَا}[الأحقاف: ٢٢]» انتهى المراد.
  وجعل الراغب (الإفك) أعم من (الكذب) فقال في قوله تعالى: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[المنافقون: ٤]: «أي يصرفون عن الحق في الاعتقاد إلى الباطل، ومن الصدق في القول إلى الكذب ومن الجميل في الفعل إلى القبيح ... ثم قال: وقوله: {أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتَنَا}[الأحقاف: ٢٢] فاستعملوا الإفك في ذلك لما اعتقدوا أن ذلك صرف من الحق إلى الباطل فاستعمل ذلك في الكذب لما قلنا» انتهى.
  فقوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} إن كانت (ما) مصدرية وهو الراجح، فيحتمل: تلقف السحر نفسه بحيث تظهر الحبال ساكنة، والعصي حال إلقائها.