سورة النمل
  يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ٩٢ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ٩٣
  {وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ} ليس ملكه خاصاً بهذه البلدة بل له كل شيء، فأنا عبده وكل الناس له {وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ}[الأنعام: ١٦٤] فهو المستحق للعبادة لا غيره {وَأُمِرْتُ} أي أمرني ربي {أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أسلم نفسي له لا أشرك معه غيره.
  (٩٢) {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ} {وَأَنْ أَتْلُوَ} عطف على {أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي أمرت أن أتلو القرآن على الناس {فَمَنِ اهْتَدَى} لسماعه المعجزة الكبرى والهدى والنور {فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} لينقذها من عذاب الله ويفوز بثوابه، فالنفع له ولا يزيد في ملك الله شيئاً؛ لأنه غني عن عمله {وَمَنْ ضَلَّ} عند سماع القرآن فلم يؤمن {فَقُلْ} لهم {إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ} بعذاب الله لمن ضل ولستُ مكلفاً بإجباركم على الإيمان.
  (٩٣) {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} {وَقُلِ} عطف على أمره بالقول الماضي المقدر في تلقينه بقوله: {إِنَّمَا أُمِرْتُ} أي قل: {إِنَّمَا أُمِرْتُ} {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} فقد عظمت نعمته بما نزل من الهدى وأوضح من البينات {سَيُرِيكُمْ} أيها الكافرون {آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} آيات ودلائل تدل على صدق وعده ووعيده وصدق رسوله وكتابه.
  قال الشرفي في (المصابيح): «في قول الله تعالى: {سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ} تهديد لهم بما يريد من آيات الآخرة الملجئة لهم إلى المعرفة حين لا تنفعهم في الآخرة، فيعرفونها على ما قال في الدنيا» انتهى المراد. وعند ذلك يقولون: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}[يس: ٥٢].