التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة العنكبوت

صفحة 451 - الجزء 5

  وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ٣٣ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ٣٤ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ٣٥ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ


  (٣٣) {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا} الملائكة الذين يهلكون أهل القرية وكانوا ممثلين بشراً {سِيءَ بِهِمْ} ساءه مجيئهم ومعنى {سِيءَ} ضد سُرَّ لأنه ظنهم أضيافاً من الناس وخاف أذية قومه على أضيافه، كما وقع منهم، انظر قصته معهم في (سورة هود) و (سورة الحجر) {وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ} فهم لن يصلوا إلى ما حاولوه من المنكر بأضيافك، وإنما نحن رسل ربك بإهلاكهم {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ} من عذابهم {إِلا امْرَأَتَكَ} كانت من الماضين بالعذاب، المهلكين الذين لا ننجيهم.

  (٣٤) {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} هذا مما قال الملائكة للنبي لوط # حكاه الله عنهم والرجز الحجارة التي تنزل عليهم مع الحاصب فهي عذابهم الذي تكرر ذكره في القرآن، انظر (سورة الذاريات) وغيرها.

  (٣٥) {وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} {مِنْهَا} أي من القرية التي أمطرت مطر السوء كما مر في (سورة الفرقان) قال الشرفي في (المصابيح): «ثم قال تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا} أي من القرية {آَيَةً بَيِّنَةً} أي عبرة ظاهرة لمن يعتبر هو آثار منازلهم الخربة». انتهى.