سورة العنكبوت
  الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ٣٠ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ٣١ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ٣٢ وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ
  (٣٠) {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} رجع إلى الدعاء بعد إقامة الحجة عليهم وعنادهم وجدهم في فسادهم وإفسادهم، فإذا نصره الله نصر الحق، وزهق الباطل والدعاء سلاح المؤمن، ولم يكن له طاقة بقهرهم لعدم الأنصار معه مع أنه إنما أرسل لإنذارهم فكذبوه، وحاولوا أن يفضحوه في ضيفه فلم يكن له سلاح إلا الدعاء.
  (٣١) {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ} {رُسُلُنَا} الملائكة الذين جاءوا {إِبْرَاهِيمَ} # فبشروه بإسحاق ويعقوب {قَالُوا} لإبراهيم #: {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ} التي هي قرية قوم لوط {إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ} قد استحقوا العذاب بظلمهم وظلمهم هو المعاصي التي فعلوها كلها ظلم لأنها تعدٍّ في حق ربهم وحيف وجور في معاملتهم لربهم لأن مقتضى العدل أن يعبدوه وحده ويشكروه، ويطيعوه، فإذا تركوا ذلك فقد جاروا وظلموا.
  (٣٢) {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} {قَالَ} إبراهيم # مجادلاً في قوم لوط {إِنَّ فِيهَا} أي في القرية {لُوطًا} ليس من الظالمين، فإذا وقع العذاب على القرية وقع على من لم يظلم مع الظالمين {قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا} وهو لوط وأهله إلا امرأته {لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ} كانت ممن لا ينجون من العذاب بل يصيبها ما أصابهم، وقد مر الكلام في معنى {الْغَابِرِينَ} مبسوطاً فراجعه.