التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة لقمان

صفحة 32 - الجزء 6

  مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٣٣ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ


  وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «{كُلُّ خَتَّارٍ} معناه: غدار». انتهى، وقال الراغب: «وكفر النعمة سترها بترك أداء شكرها ثم قال: والكفران في جحود النعمة أكثر استعمالاً والكفر في - جحود - الدين أكثر والكفور فيهما جميعاً - ثم قال -: ولما كان الكفران يقتضي جحود النعمة صار يستعمل في الجحود» انتهى، وهذا يدل على أن الأصل في معنى الكفر كفر النعمة - ثم قال الراغب -: «والكافر على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية أو النبوة أو ثلاثتها» انتهى.

  (٣٣) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} بطاعته والتوبة إليه {وَاخْشَوْا يَوْمًا} هو يوم القيامة يوم الجزاء لكل نفس بما كسبت {لَا يَجْزِي} أي لا يجزي فيه {وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ} قال الشرفي: «قال في (البرهان): يقال: جزيت عنك أي أغنيت عنك، والثاني لا يحمل قال الداعي:

  وأجزيت أمر العالمين ولم يكن ... ليُجزي إلا كامل وابن كامل»

  انتهى

  قلت: البيت شاهد في الإجزاء وهو غير الجزاء، لأن أجزى فيه زيادة الهمزة ولعل الإمام (صاحب البرهان) يرى أن المعنى لا يختلف بالهمزة إلا في التعدية. قال الشرفي: «وقال الحسين بن القاسم #: معنى {لَا يَجْزِي} لا يفدي عنه العذاب، قال الله سبحانه {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ}⁣[المائدة: ٩٥] أي فداء مثله» انتهى المراد.