سورة لقمان
  وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ٣٤
  وفي (الصحاح): «وجزى عنّي هذا الأمر أي قضى، ومنه قوله تعالى: {لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}[البقرة: ٤٨] انتهى.
  وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «{لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ} يعني: لا يغني» انتهى، وهذا الذي صدره في (البرهان) والمعاني متقاربة والإغناء: هو كفاية أحدهم للآخر ما أهمه قال تعالى حاكيا: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ}[غافر: ٤٧].
  {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} فقد وعد عباده بالجزاء يوم الحساب لتجزى كل نفس بما تسعى، فالتجاهل به أو جحده أو الغفلة عنه ليس من شأن العاقل لأنه خطر أعظم من كل خطر {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} وقد غرت أمما أحبوا العاجلة وتركوا الآخرة {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} والغَرور - بفتح الغين - كثير الغَر لغيره، لأن فعولاً من أمثلة المبالغة مثل ضروب، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي @): «معناه: الشيطان» انتهى.
  وغُروره بالله: أن يمني الإنسان المغفرة من الله والرحمة أو يزين له المعصية أو يملأ قلبه غيظاً وغضباً بوسواسه وإغراءه أو أي وسيلة يخدعه بها، قال في (الصحاح): «وغَرّه يغره غُرورا خدعه، يقال: ما غرّك بفلان أي كيف اجترأت عليه ومن غرّك من فلان أي من أوطاك عشوة فيه» انتهى، وفي (لسان العرب): «غرّه يغرّه غَراً وغروراً - ثم قال -: قال الأصمعي: ما غرّك بفلان أي كيف اجترأت عليه».
  (٣٤) {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ} تعليل للتحذير الماضي، لأن الله يعلم كل خفي،