التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة السجدة

صفحة 56 - الجزء 6

  


  وسؤالهم هذا تكرر في القرآن ذكره وأجوبته متعددة منها هذا الجواب: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ} كما أفاده تعالى في قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا ..} الآيتين، لأنه إيمان اضطرار فإذا أرادوا أن ينتظروه ليؤمنوا به حين يرونه فلا ينفعهم إيمانهم إنما ينفع الإيمان في حال الاختيار في الدنيا {وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} بل يحكم عليهم بالعذاب دون أن يمهلوا لحظة واحدة، وقد فسر يوم الفتح بفتح مكة وهذا بعيد؛ لأن من آمن عنده نفعه إيمانه لو لم يكن إلا في الدنيا وأمهلوا أي انظروا فلم يعاجلوا بالعذاب بل أجل إلى يوم القيامة.

  (٣٠) {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} {فَأَعْرِضْ} يا رسول الله {عَنْهُمْ} لا تقعد معهم بعد إبلاغهم وإقامة الحجة عليهم {وَانْتَظِرْ} يوم الفتح ليحكم الله بينك وبينهم {إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} ليوم الفتح، وإن اختلف انتظارك وانتظارهم؛ لأنهم ينتظرون لينظروا هل الوعد صدق وأنت تنتظر إيمانا بوعد الله.

  انتهى بحمد الله تفسير (سورة السجدة)