سورة السجدة
  صَادِقِينَ ٢٨ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ٢٩ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ٣٠
  أن الله العظيم {نَسُوقُ الْمَاءَ} في السحاب حتى يصل في الجوّ فوق {الْأَرْضِ الْجُرُزِ} فننزله إليها، و {الْأَرْضِ الْجُرُزِ} خالية من النبات لتأخر المطر عنها، قال الشرفي: «أي الأرض اليابسة» وقال في (الصحاح): «أبو زيد: أرض جرز لا نبات بها، كأنه انقطع عنها أو انقطع عنها المطر» انتهى.
  {فَنُخْرِجُ بِهِ} أي بالماء {زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ} وأنفسهم قدمت الأنعام ليحسن سياق الكلام مع الإيجاز، ولأن الأنعام تأكل قبل الناس من الزرع {أَفَلَا يُبْصِرُونَ} ببصائرهم لأجل ما قد أبصروه بأعينهم أو {أَفَلَا يُبْصِرُونَ} ذلك الذي يبصرونه وهذا بعيد لأنه تكرار؛ لقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا} فالصواب أنه ببصائرهم، وهذه الآية احتجاج على الكفار المنكرين للبعث، لاستبعادهم إحياء الموتى، فاحتج الله عليهم بنعمته عليهم الدالة على قدرته وعلمه وعلى أن الاستبعاد يبطل بقدرة الله تعالى.
  (٢٨ - ٢٩) {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} {مَتَى هَذَا الْفَتْحُ} أي الفصل بين العباد وهو الحكم بالحق أي يوم القيامة استبعاداً منهم واحتجاجاً على المؤمنين بأنهم لا يعلمون متى الساعة أي أنهم لو علموها لعلموا وقتها، وهذا منهم باطل لأنه لا تلازم بين العلم بأنها ستكون والعلم بوقتها لأن الله أفادنا أنها ستكون ولم يخبرنا بوقتها وأرادوا بالجدال أن يبقوا على كفرهم قال تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}[القيامة: ٥ - ٦].