سورة الأحزاب
سورة الأحزاب
  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
  يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ١ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ٢ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ٣ مَا جَعَلَ
  ابتداء تفسير (سورة الأحزاب) وهي (مدنية)
  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} {اتَّقِ اللَّهَ} تمهيد لما بعده من النهي والأمر، كالتمهيد بهذا في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} والتمهيد به يفيد: أن العمل بما بعده من التقوى، فمن التقوى أن لا يطيع النبي ÷ الكافرين والمنافقين، لأنهم أهل كذب وخداع يأمرون بالباطل، وينهون عن المعروف، كما قال تعالى في المنافقين: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ}[التوبة: ٦٧] وهذا تشجيع لرسول الله ÷ على خلافهم ويبين أنه لا يحتاج إلى وفاقهم.
  وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} يدعوه إلى الثبات على أمر الله لأن الله يعلم أن الحكمة في ذلك وكذلك نهيه عن طاعتهم وأمره بما يأتي مبني على علم الله وحكمته التي اقتضت أن ينهاه ويأمره بما نهاه وأمره.
  (٢) {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} {وَاتَّبِعْ} أمر له ولأمته باتباع ما يوحى إليه، ومنه القرآن وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} تنبيه لئلا ننساه فهو رقيب علينا إن اتبعنا أو لم نتبع.