سورة الزمر
  سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ٤ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
  من هذا شيء {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ} من دون الله {أَوْلِيَاءَ} شركاء اتخذوهم شركاء أي هم الذين قرروا أن يجعلوهم أولياء كأن يتولون إصلاح شئونهم ولكنهم لا يملكون لهم نفعاً ولا ضراً. قائلين: {مَا نَعْبُدُهُمْ} هذا اعتذار عن اتخاذهم {إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} يقربونا إلى الله قربة {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} هذا خبر المبتدأ وهو: {الَّذِينَ}.
  {فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} لأنهم كاذبون في شركهم كاذبون على الله في إثبات الأولاد وكاذبون فيما حرموا مما لم يحرم الله، وكم كذبوا على الله، وكذلك هم لنعمة الله كافرون فهم ليسوا أهلاً للهداية.
  (٤) {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} هذا رد عليهم في دعواهم اتخاذ الولد لا في دعواهم الولادة، واتخاذ الولد لا يتوقف على الولادة، قال: {عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}[يوسف: ٢١، القصص: ٩] واتخاذ الولد أنه يقرب شخصاً ويتبناه وكان عندهم التبني هذا شايعاً، يقولون: فلان بن فلان، فينسب إليه مع أنه ليس ولده.
  فالمعنى: لو أراد الله أن يتخذ ولداً {لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} لكان اصطفى هو ما يشاء وليس ما يشاءون وينسبون إليه من البنات.
  وهذا إشارة إلى الأولاد، أي لكان اصطفى له أولاداً يكونون صفوة بأن يكونوا ذكوراً، وكاملين في أوصافهم لا إناثاً على ما يدعي الكفار {سُبْحَانَهُ} تنزيه له عن اتخاذ الولد لنفسه، لأنه سبحانه هو الغني لا يحتاج إلى التبني، لأن الذي يتبنى إنما لأجل أن يستأنس به حين لا يكون معه ابن