سورة الزمر
  مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٢٩ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ٣٠ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ٣١ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ٣٢ وَالَّذِي جَاءَ
  (٢٩) {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} هذا المثل رد على المشركين: يعني عبداً مملوكا لأناس مشتركين فيه وهم {مُتَشَاكِسُونَ} متعاسرون فيما بينهم في هذا العبد المشترك {وَرَجُلًا سَلَمًا} عبداً مملوكاً {لِرَجُلٍ} واحد ليس معه مشارك، فأيهم أحسن حالاً؟! {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا} ليسوا سواء فكيف يرضى الله سبحانه وتعالى - على حسب دعوى المشركين - أن يكون له شركاء في عباده وهو حكيم ومن الحكمة والعزة أن يكون الملك له وحده {الْحَمْدُ لِلَّهِ} على هدايته وتعليمه {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} حين لم يستمعوا وأعرضوا عنه ولم يستعملوا عقولهم فما علموا.
  (٣٠ - ٣١) {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} ستنتهي الخصومة فيما بينك وبينهم في الدنيا لكن ويوم القيامة تختصمون عند الله وهو عالم الغيب والشهادة الذي هو على كل شيء شهيد فهو عالم بالحقيقة يحكم بينكم بالحق.
  (٣٢) {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ} لا أظلم منه {كَذَبَ عَلَى اللَّهِ} نسب إليه، إما قال: أنه أوحى إليه ولم يوح إليه بشيء، أو أي افتراء على الله، كما نقل عن الرئيس الأمريكي (بوش الابن) قوله: «إنه يتلقى توجيهات مباشرة من الله كل يوم» فتعمّد الكذب على الله دونما حجة {وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ} حين جاءه القرآن الذي هو الحق الواضح كذب به.