سورة الزمر
  بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ٣٣ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ٣٤ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ٣٥ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ٣٦ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ
  فلا أظلم ممن كذّب به؛ لأنه الكتاب الذي فيه نجاة الأمة يدفع عنهم عذاب النار ويبلغهم إلى السعادة الدائمة، فتكذيبه أمر كبير وخطر عظيم فلا أظلم منه {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} هي تكفيه جهنم مكاناً وموئلاً، هي حسبه جزاء كذبه وافترائه على الله.
  (٣٣) {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} رسول الله ÷ {وَصَدَّقَ بِهِ} الذي جاء بالصدق والذي صدق به كلها تعني النبي ÷ ما أظن إلا أنه النبي؛ لأنه موصول واحد، لم يقل: والذي صدق به، ولا حجة للمخالفين الذين يقولون: إنه بمجرد التصديق يصير مؤمناً يستحق الجنة ولو لم يعمل بمقتضى الإيمان {أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} هو الذي اتقى الله حق التقوى.
  (٣٤) {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} هذه كلمة جامعة لكل نعيم ولكل خير {ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} هذه الجنة التي لهم فيها ما يشاءون.
  (٣٥) {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} كأنه في يوم القيامة يكفر عنه سيئاته بحيث لا تذكر في حساب كأن لم يعمل شيئاً، يعني يغطي ما وقع منه من سيئة أو زلة {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} والأحسن هنا هو العمل الصالح، وهذا عائد إلى المحسنين.
  (٣٦) {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} هذا رد على المشركين الذين جعلوا مع الله إلهاً آخر وهم معترفون بالله، ولكن مع اعترافهم بالله يريدون أن يجعلوا معه غيره،