التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزمر

صفحة 290 - الجزء 6

  السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٤٤ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ٤٥ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ٤٦ وَلَوْ أَنَّ


  (٤٤) {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} لله وحده أمرها إليه ليس لأحد أن يشفع ليس لأحد شرك في الملك الشفاعة لله لا يشفع أحد إلا بإذنه ورضاه فالأمر له فيها، وإن لم يأذن ولم يرض فلا شافع ولو كان أكبر ملك {لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} الملائكة ومن في الأرض كلهم عباده لا أحد شريك في الملك {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} كلكم يا عباد الله ترجعون إليه، يسألهم لأنه ربهم المالك لهم يسألهم ويحاسبهم ويجازيهم.

  (٤٥) {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} تحقير لكفرهم لما كانوا مشركين، كانوا إذا ذكر الله وحده لا إله إلا الله اشمأزت قلوبهم: نفرت من هذا الكلام لأنهم لو كانوا يؤمنون بالآخرة لخافوا فأنصفوا واستعملوا عقولهم حتى يعلموا أنه لا إله إلا الله {وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} يرتاحون عندما تذكر أصنامهم التي ليس لهم عليها حجة وإنما تعصب أعمى بغير حجة وهوى وعناد.

  (٤٦) {قُلِ} يا رسول الله {اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} قد علمت ما وقع مني وما وقع من هولاء المشركين أنت عالم بكل شيء عالم الغيب والشهادة {أَنْتَ} الذي أنت عالم بما قد وقع فأنت الشاهد والحاكم {تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ} أنا وإياهم وكل عبادك تحكم بيننا يوم القيامة {فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} في الدنيا.