التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزمر

صفحة 289 - الجزء 6

  يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٤٢ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ٤٣ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ


  (٤٢) {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} عند نهاية الأجل سواء حتماً أو خرما فالخرم نفسه أجل مسمى {وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ} يتوفاها {فِي مَنَامِهَا} وفاة النوم بمعنى أنها في قبضة الله ليس لها عمل اختياري.

  {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} لا يردها إلى الدنيا {وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى} التي توفاها بالنوم {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} إلى أن ينتهي أجلها {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} إن هذا النوم آية عظيمة حينما يجعله الباري قاطعاً للعمل، فالنائم يكون مثل الميت ثم ينتبه ويستعيد قواه التي فقدها حال النوم، فهو آية وعبرة لمن تفكر لأنه يشبه الموت والحياة بعد الموت ويذكر بهما كل يوم.

  (٤٣) {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ} أعندهم أنهم سيشفعون لهم ويسلمون من العذاب هذا المذكور في قوله: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ ..} الخ [هود: ٣٩].

  {أَمِ} في قوله: {أَمِ اتَّخَذُوا} بمعنى (بل) و (الهمزة) للإضراب كأنهم قد علموا أنهم على الباطل لكن هم معتمدون على الشفعاء أنهم سيشفعون لهم {قُلْ} يا رسول الله {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا} أتتخذونهم شفعاء يشفعون لكم وهم لا يملكون شيئا ليس لهم شيء من الملك، إنما هم عباد أمثالكم {وَلَا يَعْقِلُونَ} لا يعلمون ماذا تفعلون.