سورة فصلت
  إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ٦ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ٧ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ٨ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ
  ما وجدنا عليه آباءنا {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ} صمم خفيف لا نسمع الذي تقول جيداً {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} يحجب عن أفهامنا ما تقول {فَاعْمَلْ} بما أنت عليه {إِنَّنَا عَامِلُونَ} بما نحن عليه يعني هذا إصرار على الكفر والعصيان.
  (٦) {قُلْ} يا رسول الله {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} لا أدعي أني ملك {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} الله الذي يوحي إليه {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ} استقيموا إلى ربكم راجعين إليه كأنهم عوج لما كانوا معرضين عن طاعة الله وعن الآيات التي أتى بها {وَاسْتَغْفِرُوهُ} من ذنوبكم من الشرك ومما قد وقع منكم من ضلالات {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} وعيد لهم بالعذاب.
  (٧) {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} لأنهم مع شركهم ما قبلوا كتاب الله، ولا قبلوا هدى الله، فلذلك لا خير فيهم لأنهم لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا، ولهذا لا يؤتون الزكاة لأنها مخصصة للفقير وسد خلته وهم قساة لا رحمة فيهم ولا شفقة، فبالإضافة إلى انعدام الإيمان لديهم انعدمت حتى الإنسانية وهذا منتهى السقوط والدناءة.
  {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} بسبب أنهم أعرضوا عن آيات الله فحين كذبوا بآيات الله كفروا باليوم الآخر فاجتمعت منهم الجريمتان جريمة الكفر بآيات الله وجريمة الكفر باليوم الآخر.
  (٨) {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} هذا في مقابل أولئك المؤمنين الذين عملوا العمل الصالح لهم أجر ما يمن عليهم، بل يقال: هذا جزاء بما كنتم تعملون.