سورة الشورى
  الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٩ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ١٠ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ
  (٩) {أَمِ} بمعنى (بل) والهمزة (أم) المنقطعة {اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} لأنه قال: {مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} فقال: بل {اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} لكن ليسوا أولياء حقيقة ولو اتخذوهم أولياء؛ لأنه لا فائدة منهم {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} الذي ينبغي أن يتخذ وليا لأنه الذي هو عليم بكل شيء وقادر على كل شيء وكريم ورحيم، وولايته نافعة مفيدة {وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فالولاية له التي ينبغي أن تطلب ويرغب فيها، دون ولاية المشركين التي لا جدوى منها.
  (١٠) {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} لأن الملك له والأمر له والنهي له والحكم له وحده لأنه المالك فكل ما اختلفنا فيه فحكمه إلى الله مردود إليه يحكم فيه بما شاء {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي} هذا على لسان الرسول ÷ {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي} الذي الحكم له وهو الولي وهو على ما تقدم من الصفات {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} عليه وحده توكلت، وكلت أموري إليه اتخذته وكيلا في أموري {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} إليه أرجع وأتوب.
  (١١) {فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} مخترعها موجدها بعد العدم {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} جعل الزوجين الذكر والأنثى {وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا} كذلك الثمانية الأزواج من الضأن والمعز والبقر والإبل {يَذْرَؤُكُمْ} ينشركم في الأرض ويكثركم في الأرض بطريقة التناسل {فِيهِ}