التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشورى

صفحة 364 - الجزء 6

  تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٢٢ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ


  وهؤلاء الطغاة الذين يشرعون ما لم يأذن به الله يسمون شركاء حين جعلوهم شركاء لله في الحكم أشركوا بهم لكن لا أعتقد أنه المقصود في الآية.

  {وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} وهي قوله: {لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ}⁣[هود: ١١٩] {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} جزاء ما ظلموا لا يتركهم في الدنيا يظلمون إلا لأنه سيعذبهم، فلا يصح أن يمكنهم ثم لا يجازيهم لأنه خلاف العدل والحكمة.

  (٢٢) {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا} هذا يوم القيامة حين تكون النار أمامهم صاروا مشفقين منها لكنهم أصبحوا في حيرة من أمرهم {وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} ليس لهم منها مفر، واقع عليهم العذاب {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ} هذا في الآخرة نعيم عظيم، وسعادة كبيرة.

  {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} في الجنة كأنهم مثل الضيف عنده كما قال: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}⁣[القمر: ٥٥] لأنه الذي يدبر في الجنة نعيمهم وثوابهم ويتولى رعايتهم وتكريمهم في الجنة ليس فقط يوجد لهم الجنة ويطرحهم فيها ولا دخل له في شأنهم بل مثلما يهتم المضيف بضيفه ويحتفي به ويكرمه وهنا سر عظمة الجنة وسر عظمة رضوان الله {ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} الجنة هي الفضل الكبير الذي يستحق أن يعمل له الإنسان وليس هذه الدنيا الفانية المنتهية.