سورة الشورى
  يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ٢٤ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ٢٥
  قلنا: السياق ينافي هذا القول؛ لأن السياق في المؤمنين وليس في الكفار، ثم أنه لا يصح أن يطلب من الكفار أن يودوه وهم أعظم المبغضين له ÷. وقد رددت عليهم في كتابي المسمى (الغارة السريعة) رداً شافياً.
  (٢٤) {أَمْ يَقُولُونَ} هذا إضراب ثاني يعني: بل أيقول المشركون هؤلاء الذين قال عنهم أولاً: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ ..} أيقولون: {افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} افترى النبي هذا الشرع الذي قال: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ..} أم يقولون افترى هذا الكلام على الله كذباً.
  {فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ} لو افتريت عليه كذبا فإنه يختم على قلبك فلا تفهم شيئاً ولا تدلي بأي كلام باطل {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} وهذا من محو الباطل حينما بين لهم الحقيقة لأنه رقيب عليه في رسالته ولم يرسله إلا وهو يعلم أنه سيبلغ الرسالة ولا يفتري على الله أي كلمة كذباً {وَيُحِقُّ الْحَقَّ} يبينه ويوضحه ويقرره {بِكَلِمَاتِهِ} بآياته وهداه الذي في كلماته {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} فهو الخبير بما من شأنه أن يوضح الحق ويبطل الباطل.
  (٢٥) {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} هو سبحانه يقبل توبة من تاب إليه وهذا دعوة إلى التوبة ليتوبوا إلى الله ويرجعوا إليه ليقبلهم {وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} يعفو عمن تاب {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} العباد كلهم المطيع والعاصي فهو الذي سيجازيهم لأنه عالم بما يفعلون لأن القيامة مبنية على هذا وهو أنه عالم بما يفعلون، وأنه سيغفر للتائبين ويثيب المؤمنين ويعاقب الكفار والمجرمين.