سورة الشورى
  وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ٢٦ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ٢٧ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ٢٨ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ
  (٢٦) {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} كأن معناه يستجيب إذا طلبوه الهدى وطلبوه الخير يستجيب لهم، يقبل منهم مطلبهم {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} يضاعف لهم الحسنات ويزيدهم من فضله زيادة فوق ما طلبوا {وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} الذين كفروا بالله، بآياته وكفروا بلقائه بالآخرة لهم عذاب شديد.
  (٢٧) {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} لأنه قال: {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}[الإسراء: ٣٠] وهنا يبين أنه لو بسط الرزق لعباده كلهم لبغوا في الأرض، وهو واضح في كثير من الناس الذين يبسط لهم في الرزق أنهم يبغون {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ} من الرزق ومن الهدى ومن غيره كله بقدر {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ} بضمائرهم وما تكنه قلوبهم وعالم بنياتهم وما الذي يؤثر فيهم {بَصِيرٌ} بعباده وما يؤدي لهدايتهم ولتعليمهم.
  (٢٨) {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} هذا يبين فضله على عباده فهو ينزل المطر في الوقت الذي كان الناس يستحقون العذاب بسبب القنوط من رحمته، لكنه بكرمه ينزل لهم الغيث لا يمنعه قنوطهم من رحمته {وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} بالمطر {وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} المستحق للحمد المحمود في ولايته لعباده.