سورة الزخرف
  بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ٨ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ٩ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ١٠ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ١١ وَالَّذِي
  (٧) {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} لم يمنعه استهزاؤهم بالرسل من متابعة إرسال الرسل.
  (٨) {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا} يعني: أشد من هؤلاء الذين في زمن النبي ÷ {أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا} قوماً جبارين {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} القضايا الواقعة على الأولين وقصصهم قد مضوا وصاروا مثلاً للآخرين.
  (٩) {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} هؤلاء قريشاً ومن حولهم {مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} مقرين أن الله الذي خلقهن.
  (١٠) {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا} مهدها وجهزها للإنسان حتى كأنها مهاد، المهاد أصله الفراش للصبي {وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا} طرقاً {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} تتمكنون من السفر من بلاد إلى بلاد لقضاء حاجاتكم ونحو ذلك؛ ولأن كل بلاد تختص بشيء من المنتجات دون الأخرى فيسافر الآخرون لجلبها إلى بلادهم.
  (١١) {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً} بقدر أي بمقدار يكون إنزال المطر بحيث لا يضر في نزوله، ويحصل به المقصود يسقي البلاد التي ينزل إليها ويرويهم ويشربوا ولأنعامهم وأموالهم، وهو ينزل {بِقَدَرٍ} مثل ما ينزل من الغربال {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} مثل ما أحيى الأرض بعد موتها كذلك يُحيي الموتى يبعثون بعد الموت.