التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الدخان

صفحة 403 - الجزء 6

سورة الدخان

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  حم ١ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ٤ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ٥ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٦ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا


  (١ - ٢) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم ۝ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} هذا قسم بالكتاب المبين الكتاب هو القرآن، باعتبار أنه يُكتب لتتوارثه الأجيال {الْمُبِينِ} يعني معانيه بينه واضحة.

  (٣) {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} هذا جواب القسم {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} إن الله أنزله {فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} وهي ليلة القدر فيها بركات {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}⁣[القدر: ٣] {إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} إن هذا شأننا وسنتنا الإنذار للأمم وليس أن نهملهم ونتركهم بغير نذير فمن هنا نزلنا الكتاب للإنذار.

  (٤) {فِيهَا يُفْرَقُ} هذا وصف لليلة القدر: فيها يفرق يفصل يُبيَّن {كُلُّ أَمْرٍ} من تدبير الباري لشئون الخلق من الأرزاق والآجال ونحو ذلك كأنه للسنة حتى تأتي ليلة القدر في السنة المقبلة. وقوله: {حَكِيمٍ} على ما اقتضته الحكمة.

  (٥) {أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا} هذا القرآن من أمور الله {إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} هكذا سنتنا إرسال الرسل فأنزلنا القرآن إليك لإرسالك إلى أمتك.

  (٦) {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} انظر كيف خاطب الرسول {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} أنزلناه رحمة للأمة للعالمين مثل قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}⁣[الأنبياء: ١٠٧] فإنزال القرآن عليه رحمة لأنه هدى ونور، وإذا اتبعه الناس صلحت دنياهم وسيدخلون الجنة وينجون من النار.