التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الدخان

صفحة 404 - الجزء 6

  بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ٧ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ٨ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ٩ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ١٠ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١١ رَبَّنَا


  (٧) {رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} هذا ابتداء كلام في توحيد الله سبحانه أي الله سبحانه رب السموات والأرض مالكها {وَمَا بَيْنَهُمَا} هو مالك ما بينهما ما بين السموات والأرض {إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} تفكرون بعقولكم وتوقنون لأن فيها آيات بينات تدل على الباري وعلى أنه ربهم رب العالمين.

  (٨) {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ترتب على كونه رب السموات والأرض المقصود هو أنه ربهما ورب من فيهما حين قال: وما بينهما فكلها مملوكة له {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} لا إله يعبد يستحق العبادة إلا هو {يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} وجه الخطاب إلى من في زمن الرسول ÷ فقال: {رَبُّكُمْ} أي هو المالك لكم {وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} الذين تقتدون بهم في الشرك هو ربهم المالك لهم فالعبادة لا يستحقها إلا هو لأنه المالك.

  (٩) {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ} إضراب بل هم في شك مع الآيات البينات الدالة على توحيد الله {يَلْعَبُونَ} يلعبون مع كونهم في شك من الإيمان ولم يعرفوا الحق مع هذا فإنهم يلعبون لا يفكرون ولا يطلبون معرفة الحق وإنما هم غافلون معرضون.

  (١٠) {فَارْتَقِبْ} هذه من الآيات التي تكون عقوبات عاجلة {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ} ينزل من السماء يمكن أن يكون المعنى من جهة علو لا نفس إحدى السبع السموات {مُبِينٍ} بيّنٌ كونه دخاناً لا إشكال فيه بحيث لا يحتمل أنه غبار أو ضباب بل هو بين أنه دخان.