التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الدخان

صفحة 410 - الجزء 6

  نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ٣٥ فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٣٦ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ٣٧ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ٣٨ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٣٩ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ٤٠


  (٣٤ - ٣٥) {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ ۝ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} هذا ابتداء كلام في المشركين الذين حول النبي ÷.

  (٣٦) {فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} يتحكمون على الله بهذا الاقتراح: أنه إذا كان صادقاً بأنهم سينشرون بعد الموت فان عليه الآن أن يأتي بآباءهم.

  (٣٧) {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} يعني أن هؤلاء أهل لأن يعذبوا بكفرهم هذا وتمردهم على الله كما عذب من قبلهم فليسوا بأفضل من قوم تبع والذين من قبلهم فقد أهلكهم الله لأنهم كانوا مجرمين.

  (٣٨) {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} هذا احتجاج يرد عليهم حين قالوا: {إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى} قال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} فخلقهما ليس إلا مقدمة وبداية للآخرة لنجازي كلا بعمله ولو كانت المسألة هي مجرد أن يخلقوا ويموتوا لما كان هناك فائدة من هذا العمل كله بل يكون عبثاً ولعباً.

  (٣٩) {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} بالحكمة والحق والصواب {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لأنهم لا يفكرون بعقولهم، بل يستمرون على جهلهم، ثم صرح بالهدف من الخلق فقال: