سورة الدخان
  أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٤٩ إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ٥٠ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ٥١ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ٥٢ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ٥٣ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ٥٤ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ
  (٤٨) {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ} كأنه من عالي لينزل على رأسه بقوة {مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ} من الحميم المعذب لهم وإضافته، مثل قول عنترة:
  فتركته جزر السباع ينشنه ... يقضمن حسن بنانه والمعصم
  يعني: يقضمن بنانه الحسنة والمعصم.
  (٤٩) {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} يقال له - زيادة في الإهانه -: {ذُقْ} العذاب {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} هذا تهكم به أنه كان يزعم في الدنيا أنه عزيز وأنه كريم.
  (٥٠) {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ} هذا العذاب هو ما كنتم تشكون فيه لأنهم من حيث شكوا في الآخرة شكوا في العذاب بل يطمعون في الجنة إن صاروا إلى الآخرة.
  (٥١) {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} يوم القيامة مقر إقامتهم أمين من كل شر لا ينالهم أي شر فهم آمنون من عذاب الله ومن كل مكروه.
  (٥٢) {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} تجري الأنهار بين الأشجار فتظل خضراء باستمرار لا تتساقط ورقها ولا ينقطع ثمرها.
  (٥٣) {يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} هذا من الحرير وكأنه نوعان: غليظ ورقيق، السندس يمكن أن يكون الرقيق والإستبرق: الغليظ - والله أعلم - {مُتَقَابِلِينَ} الإخوان المتآخون في الله يوم كانوا في الدنيا، كل يرى في الجنة أخاه لأنه من تمام النعمة أن يرى كل واحد صاحبه في نعيم فيكون في الجنة في مكان يقابله فيراه وهو على سريره لأن الغرف تكون فيها النوافذ كبيرة.