التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الدخان

صفحة 413 - الجزء 6

  فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ٥٥ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ٥٦ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٥٧ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٥٨ فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ٥٩


  (٥٤) {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} إضافة إلى ذلك النعيم زوجناهم بحور عين، الحُوْر: جمع حوراء والحَوَر في العين: شدة بياض الأبيض، مع شدة سواد الأسود فيها، والعيناء: واسعة العين.

  (٥٥) {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ} يدعون الخدم فيقربون لهم ما يطلبون من كل فاكهة {آمِنِينَ} ليسوا كما في الدنيا يتناول الإنسان الفاكهة وهو خائف من ضرها أحيانا، بل هم آمنون من ضرها ومن كل بلاء.

  (٥٦) {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} بعد دخولهم الجنة لم يبق موت.

  والاستثناء في قوله: {إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} منقطع، بمعنى: لكن الموتة الأولى لابد منها، مثل قوله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}⁣[آل عمران: ١٨٥] بمعنى أن المؤمنين حتى هم لابد أن يموتوا، وأجرهم إنما هو في الآخرة وليس في وقايتهم من الموت {وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} الفائدة الكبرى في الجنة أنهم نجوا من عذاب الجحيم.

  (٥٧) {فَضْلًا} هذا فضل عظيم لما هداهم للجنة وبلغهم إليها فضل كبير {مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ} يا رسول الله الذي أرسلك لتهدي الناس إليها ويدخلها المؤمنون ويتنعمون فيها {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} دخول الجنة والنجاة من النار لأنه سعادة دائمة.