التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الجاثية

صفحة 428 - الجزء 6

  اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ٣٥ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٣٦ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٣٧


  (٣٥) {ذَلِكُمْ} سببها {بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} لم تنظروا في الآيات نظر اعتبار وطلب للحق لتهتدوا بها وإنما اتخذتموها هزءا كلما علمتم شيئا من آيات الله اتخذتموه هزءاً {وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} بما أقبلتم عليها ونسيتم الإعداد للآخرة {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} من النار {وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} لا يقال لهم: توبوا إلى الله، أو لا يطلب منهم أن يتوبوا إلى الله.

  (٣٦) {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ} على هذا القرآن وعلى هذا الهدى وعلى إرسال الرسل {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ} المالك لها الذي لا إله إلا هو {رَبِّ الْعَالَمِينَ} المالك لهم كلهم.

  (٣٧) {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ} العظمة والجلال {فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} لأنه قادر على كل شيء وعالم بكل شيء وله الملك على كل شيء، فعظمته لا تقاس بها عظمة {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} عزته وحكمته اقتضت أن يرسل الرسل وينزل الكتب فله الحمد على عباده لأنه المنعم عليهم.

  الحمد لله رب العالمين