التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأحقاف

صفحة 432 - الجزء 6

  الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٤ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ٥


  (٤) {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} هؤلاء أصنامكم {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} لأنه لا تصح عبادتهم إلا إذا كانوا مالكين لكم أو لبعضكم وكيف يكونون مالكين لكم أو لبعضكم وهم لا يخلقون شيئا {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} هل خلقوا من الأرض بعضها؟ هل خلقوا من السموات بعضها؟ كلا ... لا قدرة لهم على شيء.

  {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ} انتقال من سؤال إلى سؤال: هل لهم شرك في السموات بأن خلقوا بعضها فكانوا مشاركين فيها {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا} القرآن تستغنون به عن هذا القرآن، ويدلكم على صحة عبادة غيره {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} بقية من علم بعد الأنبياء الأولين تفيد علما يقينا وليس مجرد ظن {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ولكن ليس معهم شيء من العلم وإنما يقولون وجدنا آباءنا على أمة فيقلدونهم فقط.

  (٥) {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} فبين ضلالهم في عبادتهم للأصنام بأنهم يدعونهم وهم لا يستجيبون لهم في الدنيا، وفي يوم القيامة يكفرون بعبادتهم، فهذا ضلال كبير لأنه ضياع ليس معهم فيه أي فائدة {وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} هذا المدعو الذي يدعونه لا يعلم أنهم يدعونه؛ لأنه لا يسمع، قال الله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ}⁣[فاطر: ١٤].