سورة محمد
  أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ٩ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ١٠ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ١١ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ
  (٨) {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ} هذا دعاء عليهم بالتعس، أي بالهلاك اللازم دلالة على غضب الله عليهم {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} أبطل عليهم منفعتها وفائدتها.
  (٩) {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} لأنهم كرهوا القرآن الذي أنزله الله {فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} لما كرهوه، فهذا سبب لضلال أعمالهم، وكفرهم، لأنهم لو أحبوه لآمنوا به واهتدوا.
  (١٠) {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} من الذين كذبوا رسلهم وكفروا بما أنزل الله كيف كان عاقبتهم {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} لأن آثار الدمار لبيوتهم وقراهم لا تزال باقية على الطرق بعضها على طرقهم حين يسيرون في الأرض {وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} هؤلاء الكافرون سيحل بهم ما حل بأمثالهم من الأولين، كما قال: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}[الأحزاب: ٦٢].
  (١١) {ذَلِكَ} إهلاك الأعداء ونصر المؤمنين {بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} الذي يتولى رعايتهم الحسنة {وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} لأنه وان كان مالكا لهم لكنه قد تركهم من حسن الرعاية، لأن المولى هنا من الولاية التي هي حسن الرعاية مثل ما قال في الدعاء: «اللهم أهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت» ومثل ما قال: {إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}[الأعراف: ١٩٦] أي يحسن رعايتهم ويتولى شئونهم لإصلاحها.