التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة محمد

صفحة 460 - الجزء 6

  تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ٣٨


  (٣٨) {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فبين أنه بالنسبة للإنفاق في سبيل الله فإنهم مدعوون إليه لكنه لا يستقصي عليهم بإنفاق المال كله {فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ} يرفض الإنفاق {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} لأن الإنفاق فائدته لنفسه، والجهاد كذلك منفعته عائدة عليه في الدنيا عزة وتحرراً، وفي الآخرة ثواباً وأجراً عظيماً. {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ} ليس بحاجة إلى إنفاقكم {وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} إليه، المحتاجون إليه.

  {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا} عن الطاعة {يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} البدل لا يكونون أمثالكم يبخلون إذا دعوا إلى الإنفاق في سبيل الله، ويتثاقلون عن الجهاد إذا دعوا لمقاتلة أعداء الله بل يجاهدون وينفقون في سبيل الله.