سورة الحجرات
  امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ٣ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ٤ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ٦ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ
  (٣) {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} هؤلاء الذين يغضون أصواتهم بمعنى يخفضونها {عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} تأدباً واحتراماً له وإجلالاً، فهؤلاء أهل التقوى الذين اختبر الباري قلوبهم وامتحنها للتقوى.
  (٤) {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} وهذا من قلة الأدب الذين ينادون الرسول ÷ من وراء الحجرات: يا محمد، يدعونه ليخرج إليهم، الحجرات أسوار تمنع الداخل وتستر أبواب البيوت {أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} لأن من اللازم احترام الرسول ÷، وأن ينتظروه إلى أن يخرج تلقائياً.
  (٥) {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا} تركوا الاستعجال {حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ} يخرج الرسول تلقائياً {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} أفضل من قلة الأدب هذا {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فليستغفروا ويتوبوا وهو سيغفر لهم لا يعتقدوا أنه ذنب وخطيئة غير مغفورة لهم.
  (٦) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} إذا جاء فاسق بخبر مهم فلا نقبله مباشرة بل نتبين هل هو صدق؟ أم كذب؟ لئلا نصيب قوما بجهالة حين نصدقه فنصيب قوما بسبب خبره الذي انكشف كذبه فقبول الخبر دونما تأكد من صدقه جهالة {فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} حين ينكشف أنه كذب أو خطأ.