التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة ق

صفحة 500 - الجزء 6

  بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ٣٨ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ٣٩ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ٤٠ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ٤١


  (٣٨) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} عودة إلى الاحتجاج على قدرته سبحانه وتعالى أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، الأرض في يومين، والسماء في يومين، ويمكن أنها نفس تلك اليومين؛ لأنه لا يشغله شأن عن شأن، وما بينهما هي الجبال والنجوم والشمس والقمر ونحوها في أربعة أيام، ويمكن أن تكون الشمس والقمر خلقتا مع السماء والأرض.

  {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} ما أصابنا أي تعب في خلقها وإن كان خلقها في ستة أيام على عظمها وسعتها، وهذا كأنه رد على اليهود حين قالوا: إنه أكمل خلقها يوم الجمعة، ويوم السبت استراح من التعب وأسبت - تعالى الله عن ذلك -

  (٣٩) {فَاصْبِرْ} يا رسول الله {عَلَى مَا يَقُولُونَ} من تكذيبهم بالرسالة {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} في صلاة الفجر و يمكن من بعد صلاة الفجر وقبل الغروب صلاة العصر ومن بعدها التسبيح هو مهم وعبادة مهمة لها شأن عظيم انظر كيف قال: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ۝ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا}⁣[طه: ٣٣ - ٣٤] فأفرد التسبيح بالذكر.

  (٤٠) {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ} في أثناء الليل {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} روى في (مجموع الإمام زيد بن علي @): «أنها الركعتان بعد صلاة المغرب يصلي سنة المغرب، وأدبار النجوم: سنة الفجر».