سورة الذاريات
  تَسْتَعْجِلُونَ ١٤ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ١٥ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ١٦ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧
  (١٣) {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} هذا جواب {أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} هو {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} يعذبهم الله في جهنم.
  (١٤) {ذُوقُوا} يقال لهم: {فِتْنَتَكُمْ} بمعنى عذابكم {هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} حين كنتم تقولون: {أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} وتستعجلون به مبالغة منكم في التكذيب به.
  (١٥) {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} في مقابل ما أخبر به من مصير الكافرين {جَنَّاتٍ} بساتين تجن الأرض أي تغطيها، {وَعُيُونٍ} جداول الماء تسقيها.
  (١٦) {آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ} منتفعين به يأكلون ويتلذذون بما أنعم الله به عليهم من كل شيء، وليس كما في الدنيا قد يكون الإنسان غنياً ولكنه يضطر للحمية من كثير من الملذات خوفاً من المرض إذا كان يعاني من مرض السكر أو نحوه، أما الجنة فلا يضرهم شيء ولا ينقص عليهم شيء {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ} هذا هو السبب في نعيمهم وهذا الجزاء الكريم وهو أنهم كانوا قبل ذلك في الدنيا {مُحْسِنِينَ} جادين في طاعة الله، واجتناب الظلم لعباد الله، والإحسان إلى من هو أهل للإحسان.
  (١٧) {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} مثلا يقوم الثلث الأخير أو نحوه، فيكون نومه قليلاً بالنسبة إلى مقدار عادة عامة الناس في النوم لأنه قال: {قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً}[المزمل: ٢] فقال: {إِلاَّ قَلِيلاً} استثنى القليل، ثم قال: {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً}[المزمل: ٣] فجعل القليل نصفه تقريباً، فهو قليل بالنسبة إلى عادة معظم الناس في النوم، ومعنى {يَهْجَعُونَ} ينامون، كأن الهجعة رقدة خفيفة، ولعل هذا في وقت وجوب القيام في أول الإسلام فنسخ كما تفيده (سورة المزمل).