التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الذاريات

صفحة 508 - الجزء 6

  وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ١٩ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ٢٠ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٢١ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ٢٣ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ٢٤ إِذْ دَخَلُوا


  (١٨) {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وقت السحر وبدايته عندما تطلع نخلة الفجر وهي الضوء العمودي المنبعث من جهة المشرق، فالمتقون يداومون على الاستغفار في هذا الوقت لأنهم يكونون خائفين من ذنوبهم.

  (١٩) {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} يجعلون فيه جزءاً معيناً للسائل وهو من يجرؤ على السؤال وللمحروم وهو الفقير الذي يستحي أن يسأل، ولا يلتفت أحد لمعرفة وضعه المادي.

  (٢٠) {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} بعد ذكر الوعد والوعيد بدأ يذكر الدليل على قدرة الله عليه ليصدقوا أنه كائن لا بد من وقوعه فأخبر سبحانه أنه قادر على كل شيء ودليل ذلك ما نراه في الأرض من عجيب الخلق وبديع الصنع ممالا يحصى.

  (٢١) {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} وفي أنفسكم كذلك آيات عظيمة في خلق الإنسان وما ركب منه من أجهزة جهاز البصر، جهاز السمع، جهاز النطق، جهاز الأكل وغيرها، آيات عظيمة وفي كل جهاز منها آيات عظيمة إذا تفكر الإنسان.

  (٢٢) {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} مكتوب لكم رزقكم وما توعدون في المستقبل في الآخرة، كأنه في السماء بمعنى مكتوب.

  (٢٣) {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} بعد ما ذكر الآيات التي تدل على قدرة الله على البعث والجزاء الذي وعد به أقسم أن ذلك الجزاء حق متيقن مثلما هم متيقنون من الكلام الذي تنطق به أفواههم.