سورة الذاريات
  فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ٢٩ قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ٣٠ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ٣١ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ٣٢ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ٣٣ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ٣٤ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٣٥ فَمَا
  (٢٩) {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} صيحة {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} أنا عجوز وأيضاً عقيم لا تنجب أصلاً، ولعل تصرفها بهذه الطريقة الصاخبة لتعرف ما إذا كان الولد منها أو أنه سوف يتزوج من جديد فيولد الغلام من ضرتها، كما هي عادة النساء حيال مثل هذه الأمور.
  (٣٠) {قَالُوا كَذَلِكِ} ستنجبين ولداً حتى وأنت عجوز وكنت عقيماً أيضاً {قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} قد وعد الله بذلك.
  (٣١) {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} ما الأمر المهم الذي جئتم من أجله؟ وفي هذا لفتة لطيفة فحواها: أنه لا يتصور أن الذي جاء بهم مجرد البشارة بالغلام وإن كان الأمر عنده هو عظيماً لكن باعتبار مستوى هؤلاء الرسل وعظمهم.
  (٣٢) {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} نحن منطلقون إلى (قوم لوط).
  (٣٣) {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} حجارة أصلها من طين ولكنها قد تحجّرت.
  (٣٤) {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ} فيها علامات كالخطوط تتميز بها عن غيرها من الحجار وهي معدة من عند الله {لِلْمُسْرِفِينَ} أولئك (قوم لوط) الذين أسرفوا في المعاصي.