سورة الذاريات
  عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ٢٥ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ٢٦ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ٢٧ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ٢٨ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ
  (٢٤) {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} الملائكة الذين وفدوا على إبراهيم الخليل - ~ وعليهم - وحين دخلوا عليه توهمهم رجالاً فأضافهم وأكرمهم وإن لم يأكلوا ففيما فعله من تقريب العجل لهم وحسن الاستقبال غاية الإكرام.
  (٢٥) {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا} سلموا عليه بالنطق {قَالَ سَلَامٌ} رد السلام عليهم وقال: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} يعني لا سابق معرفة لي بكم.
  (٢٦) {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ} قبل أن يعرفهم، راغ إلى أهله: بمعنى أنسلّ بصورة خفية لكي لا يعرفوا أنه بصدد الذهاب للذبح لهم وهذه من عادات الكرماء {فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} كأنه جاء به من المطبخ وهو حينئذ جاهز للأكل.
  (٢٧) {فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} لما لم يمدوا إليه أيديهم.
  (٢٨) {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} لما لم يأكلوا أنكرهم لأنه لم يكن قد عرفهم من قبل وآثر قبل التعرف عليهم أن يكرمهم ويعجل قراهم كما هي عادة الكرماء قال حاتم الطائي:
  فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحباً ... رشدت ولم أقعد إليه أسائله
  فأطعمته من كبدها وسنامها ... شواء وخير البر ما هو عاجله
  {قَالُوا لَا تَخَفْ} وأخبروه أنهم ملائكة {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} عليم صاحب علم يمنحه الله إياه من لدنه.