التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الذاريات

صفحة 512 - الجزء 6

  الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ٤٠ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ٤١ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ٤٢ وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ ٤٣ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ٤٤ فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ ٤٥ وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا


  (٤٠) {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} في البحر اختصر القصة فأخبر أنه أهلكهم {وَهُوَ مُلِيمٌ} وهو لا يزال حاملاً لذنبه وما يستحق الذم عليه، ولم يتب منه، هذه المصيبة الكبرى، إنه أخذ وبيل إنه أخذ يؤديهم إلى عذاب دائم.

  (٤١) {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} وهم كذلك فيهم آية عظيمة حين جاءت تلك الرياح المدمرة، أرسل عليهم الريح العقيم أي التي لا تبشر بخير بل بالشر، لأن الرياح تكون مبشرة بالمطر.

  (٤٢) {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} تدمر كل شيء من الشجر والمباني، والناس والدواب، وكل ما أتت عليه دمرته، وقوله: {كَالرَّمِيمِ} كأنه العظم الرميم المهشم.

  (٤٣) {وَفِي ثَمُودَ} كذلك الآية العظيمة حين أخذتهم الصاعقة بسبب كفرهم، ومعاندتهم لرسول الله، وعقرهم للناقة {إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا} بالإيمان آمنوا بالله ورسوله، ولا تقربوا الناقة لتسلموا من العذاب {حَتَّى حِينٍ} حتى تنتهي آجالكم.

  (٤٤) {فَعَتَوْا} تمردوا وعاندوا {عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} فرفضوا ولم يقبلوا أمر ربهم {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} الرجفة العظيمة.

  (٤٥) {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ} بل بقوا جاثمين ما استطاعوا أن يقوموا {وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ} عجزوا عن أن يدفعوا عن أنفسهم العذاب،