التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الطور

صفحة 520 - الجزء 6

  لَهُ مِنْ دَافِعٍ ٨ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ٩ وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ١٠ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ١١ الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ١٢ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ١٣ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ١٤


  (٨) {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} وهذا يرد على المشركين الذين قالوا إن شركاءهم سيشفعون لهم عند الله فيدفع عنهم العذاب.

  (٩) {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} كأنها تضطرب حين تتمزق وتتفتح أبواباً مثل قوله: {أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}⁣[الملك: ١٦] تتموج مع تمزقها.

  (١٠) {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} كذلك لأنها قد طُحِنَت وصارت غباراً يحمله الهوى فهذا ظرف لوقوعه حين قال: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} في هذا اليوم يوم القيامة.

  (١١) {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} دعاء عليهم بالويل والهلاك، أو هو وعد لهم بالهلاك بمعنى العذاب الشديد المكذبين الذين كذبوا بآيات الله وكذبوا باليوم الآخر، وهو مترابط إذا كذبوا بآيات الله كذبوا باليوم الآخر.

  (١٢) {الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ} يخوضون في آيات الله بأقوال مختلفة مرة يقولون أساطير الأولين وكل مرة ولهم دعوى مخالفة للأولى. {يَلْعَبُونَ} غير جادين لمعرفة حقيقة الأمر فلم ينظروا أو يفكروا ولم يستعملوا عقولهم حتى يعلموا أنه الحق.

  (١٣) {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} أذكر يوم يدعون، الدَّعُّ: هو الدفع بعنف وقت سوقهم إلى نار جهنم.