سورة النجم
  الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ٣١ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ
  والذكر هو القرآن قال سبحانه: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا}[طه: ٩٩ - ١٠٠] والآية الثانية {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}[طه: ١٢٤] إلى قوله: {كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا}[طه: ١٢٦] فبين أن الذكر هو القرآن وفي آيات (فصلت): {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}[آية: ٤١] فأعرض عن من تولى عن ذكرنا الذي هو حجة على أنك رسول من الله، وتولى عنه لئلا يؤمن بأنك رسول ولا يؤمن بما جئت به.
  {.. وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ..} لأنهم في غفلة عن الآخرة لم يعلموا بالجنة ونعيمها وما فيها من الملك العظيم لا يفكرون إلا في الدنيا فصارت مبلغهم من العلم غاية ما يعرفونه ويريدونه ويرغبون فيه مثل البهائم التي لا تعرف ولايهُمها إلا المرعى والماء وحاجاتها تلك {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى} يبين لك أنهم ضُلَّال وأنهم جُهال لا يعلمون بشيء لأنه يقول ذلك وهو عالم بالناس كلهم من ضل عن سبيله ومن اهتدى.
  (٣١) {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} الجن والإنس والملائكة وكل ما في السموات والأرض هو لله وحده {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} ما خلقهم إلا لهذا الشأن ما خلقهم عبثا ولعبا ثم فسر {الَّذِينَ أَحْسَنُوا} فقال: