التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القمر

صفحة 546 - الجزء 6

  جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ٤ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ٥ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ٦ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ


  (٣) {وَكَذَّبُوا} لما كذبوا بالآيات كذبوا بما تدل عليه من القيامة والنبوة وكون القرآن من الله كلها كذبوا بها {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} ليس معهم دليل ولا حجة يعتمدون عليها وإنما اتباع للأهواء {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} كل أمر مما قد قالوا به أو فعلوه مستقر ثابت لا يفوت على الله بل هو محفوظ لأنه بكل شيء محيط لا يفوت عليه شيء.

  (٤) {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ} النذر التي تنذرهم عذاب الله {مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} أصل النبأ الخبر المهم، وهذه الأنباء: أنباء القيامة، وأنباء الجنة والنار، وأنباء الأمم الماضية، وما قد وقع عليهم بسبب تكذيب الرسل، هذه كلها فيها {مُزْدَجَرٌ} أي ما يدعوهم إلى الإنزجار.

  (٥) {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} القرآن الذي جاءهم هو {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} من الله تعالى {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} فهي إنذارات عظيمة ينبغي أن ينزجروا لها لكن لم تجد نفعاً لإصرارهم وتكذيبهم وإعراضهم، المهم أنها ما أثرت فيهم النذر.

  (٦) {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} يا رسول الله حينما لم ينصفوا ولم ينظروا ولم يفكروا في الآيات بل ظلوا معرضين مصرين فتول عنهم لا تجادلهم {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} انتظرهم لهذا اليوم، إحالة الأمر ليوم {يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} يوم القيامة تنكره نفوسهم؛ لأنه يوم عسير على الكافرين غير يسير فيه أهوال مفزعة.