سورة الرحمن
  رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ٧ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ٨ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ٩ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ١٠ فِيهَا فَاكِهَةٌ
  (٥) {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} وهذه الشمس والقمر بحسبان من آيات الله، فآياته كلها الدالة عليه هي من الرحمة والنعمة للإنسان، الشمس هذه من الآيات العجيبة تجري في مجاريها في بروجها بحسبان، لأنها تقطع كل يوم درجة وكل ثلاثة عشر يوما منزلة، وتنتقل بعد ثلاثة عشر يوماً إلى منزلة ثانية وهكذا حتى تكمل ثماني وعشرين منزلة في سنة وتتمها، والقمر تتمها في شهر واحد {بِحُسْبَانٍ} دقيق مثل حساب الساعة.
  (٦) {وَالنَّجْمُ} فسروا النجم بأنه الشجر الذي لا ساق له، وهو غريب تفسيره، ولعل تفسيره بأنه نجم من نجوم السماء أظهر وخصوصا بعد ذكر الشمس والقمر فالأولى أن يكون المقصود به النجم الحقيقي المفهوم المتبادر، وإن عطف عليه الشجر {وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} فكل النجوم مسيّرة مسخرة على ما سخرها الباري في مجاريها، ومعنى السجود هنا الخضوع لله والانقياد لتسخيره.
  (٧) {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا} بالنسبة إلى الأرض مرفوعة بقدرته كأنه جعلها سقفاً للأرض {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} تعليم العدل لأن الميزان يكون آلة تستعمل للتوصل إلى العدل لمعرفة الصواب والتساوي في الأشياء المطلوب التساوي فيها، فلما كان (الميزان) هذا الذي هو آلة موضوعاً لهذا الغرض صح استعمال اسم (الميزان) في تعليم العدل كيف يعدلون في معاملتهم فيما بينهم وبين الله وفيما بينهم هم.