التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الواقعة

صفحة 34 - الجزء 7

  أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩٠ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩١ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ٩٢ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ٩٣ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ٩٤ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ٩٥ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٩٦


  كما قال في الحديث: أنه مر على رسول الله ÷ بجنازةٍ، فقال: «مستريحٌ أو مستراح منه» قلنا: يا رسول الله ما مستريحٌ أو مستراح منه؟ قال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد العاصي يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب» (تيسير المطالب) [ج ١/ص ٤٢٩].

  فهذا معنى (رَوْح) أي راحة وخروج من عناء الدنيا إلى حياة أفضل {وَرَيْحَانٌ} يفسره البعض بالرزق لكنه في الريحان هذا الشجر الذي تكون رائحته طيبة أظهر، فحمله عليه أظهر وأقوى من تفسيره بالرزق، لأنه بعدها قال: {وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} وفيها ما تشتهيه الأنفس.

  (٩٠ - ٩١) {وَأَمَّا إِنْ كَانَ} هذا الميت {.. مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ۝ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} هذا عندي أنه بشارة له بأنه من أصحاب اليمين ليأمن ويطمئن أنه ناج من النار، أي سلام لك حال كونك من {أَصْحَابِ الْيَمِينِ} أو سلام لك أنت من {أَصْحَابِ الْيَمِينِ} المهم أنه بشارة أنه من أصحاب اليمين، هذا عندي أقرب.

  (٩٢) {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ} أعداء الله الذين ضلوا عن الحق عن سبيل الله.

  (٩٣) {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ} ضيافة وقرىً له معجل من حميم.

  (٩٤) {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} حين يدخل جهنم، ويباشرها بجسده، والجحيم النار المتأججة.