سورة الحديد
  الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٤ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ
  (٤) {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} خلق الأرض والسماء في يومين، وجهز الأرض بالجبال وغيرها في أربعة أيام {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كان له الملك والولاية على كل شيء والأمر والنهي والتصرف.
  {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ} ما يدخل فيها مثل البذور وغيرها {وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} من الأرض مثل النبات و غيره {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ} الملائكة والمطر وغير ذلك {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} ما يصعد، الملائكة - أيضاً - والكلم الطيب وكل أعمال العباد وأرواح المؤمنين وأما أرواح الكافرين فلا؛ لأن الله قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}[الأعراف: ٤٠] فهو عالم بكل شيء.
  وقوله: {فِيهَا} يظهر منه: أن المعنى بالسماء نفس جهة علو حين قال: {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} أي في جهة علو ولم يقل: إليها بل أبهمها، يصعد فيها في جهة علو بما فيها السبع السموات، ومن تحت السماء الدنيا كله سماء {وَهُوَ} الله سبحانه {مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} لأنه قد قال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} نبهنا على أنه ليس مثل استواء المخلوق الذي يقعد على العرش ويتحيز في جهة معينة، بل لا يقاس بالمخلوقين في شيء وكذلك فهو معنا لا بالمقارنة، قال أمير المؤمنين: «مع كل شيء لا بمقارنة».
  {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} سبحانه بصير بأعمالنا يجازي على كل عمل بقدر ما يناسبه صالحاً كان أو سيئاً قليلاً أو كثيراً.