سورة الحديد
  تُرْجَعُ الْأُمُورُ ٥ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ٦ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ٧ وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
  (٥) {لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} أعادها كأنه لأجل يرتب عليها قوله: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} فله ملك السموات، وإليه المرجع عند المشاكل والحاجات والمهمات؛ لأنه على كل شيء وكيل ليس متخليا عن عباده.
  (٦) {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} بقدرته {وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} تنبيه على قدرته العظيمة {وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} كذلك ينبه على إحاطة علمه بكل شيء حتى ما تخفيه الصدور.
  (٧) {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} لأن الإيمان بالرسول ÷ يستلزم الإيمان بالرسل كلهم والكتب كلها {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} لأن الإنسان إذا أطاع الله في هذا الإيمان والإنفاق فسيوفق لطاعته في غيرها ومعنى مستخلفين أي أننا نخلف غيرنا في المال فكأنه للناس عامة إنما اللاحق يخلف السابق ويحوزه {فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} الأساس هو الإيمان لأجل يقبل الإنفاق.
  وقوله: {مِنْكُمْ} كأنه يعني مضاعفة الأجر للأولين لأنهم السابقون الذين قام الإسلام على إنفاقهم وتضحياتهم فهم المؤسسون وبجهودهم استقوى الإسلام وتمكن وتوسع فيما بعد، واستمر حتى وصل إلى الأجيال من بعدهم فما وصل إلينا إنما هو من آثار الأولين.