سورة الحديد
  قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ١٨ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ١٩ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ
  (١٨) {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} أعاد الكلام في الحث على الإنفاق {وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} جعله قرضاً، باعتبار أنه سيوفّاه يوم القيامة {يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} مثل ما قال سابقاً: {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} يضاعف لهم نفس العمل وكذلك يحصل لهم أجر كريم.
  (١٩) {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} هذا عودة إلى الترغيب في الإيمان وأنا أرى أن كل مؤمن داخل في اسم الصديقين، وداخل في اسم الشهداء، يعني الشهداء الذين يشهدون على الناس يوم القيامة؛ لأنه قد قال: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[البقرة: ١٤٣] وقال: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا}[النساء: ٤١] فالمؤمن شهيد على من رأى من أهل زمانه.
  {لَهُمْ أَجْرُهُمْ} على الإيمان {وَنُورُهُمْ} يوم القيامة، ويمكن أن المقصود النور الحقيقي الذي ذكره سابقاً ففي قوله: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} الذين كفروا بالآخرة، وكذبوا بآيات الله الدالة على صدق الرسل {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} هذا هو مصيرهم في مقابل مصير الذين آمنوا بالله ورسله.