التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة المجادلة

صفحة 66 - الجزء 7

  


  يوادون قوما غضب الله عليهم، وفيه: يبين أن المؤمنين الصادقين لا يوادون الكفار لا تجد أيَّ مؤمن يواد من حاد الله ورسوله سواء كانوا من الكفار أو كانوا محسوبين على المسلمين كالمنافقين {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} فلا تراهم يوادونهم فالمؤمنون قلوبهم لا تقبل موادة أعداء الله بعد أن علموا أنهم محادون لله ورسوله، بل تكون قلوبهم نافرة عنهم كما قال: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ}⁣[المائدة: ٨١] {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} ثبَّت الإيمان في قلوبهم حتى لا يتولوا ولا يوادّوا أعداء الله {وَأَيَّدَهُمْ} قواهم {بِرُوحٍ مِنْهُ} بروح من الإيمان، أو بروح من الله أي حياة الإيمان في قلوبهم، ثم وعدهم الجزاء العظيم، في الآخرة فقال: {وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} باقين فيها أبداً {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} وهذا هو الفوز العظيم إذا ¤، فما بعد الرضا إلا نعيم مقيم وخير عميم {وَرَضُوا عَنْهُ} لما رأوا فضله وإنعامه وصدق وعده ازدادوا حباً له {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ} هؤلاء الذين لا يوادون أعداء الله، وهم المؤمنون الذين ثبّت الله الإيمان في قلوبهم هم حزب الله الذين سيجاهدون في سبيله بأموالهم وأنفسهم {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} في الدنيا والآخرة، عسى الله أن يجعلنا منهم.