سورة المجادلة
  الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ١٩ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ٢٠ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ٢١ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٢٢
  (١٩) {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} سيطر عليهم {فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} لأنهم ظلوا غافلين عن الله غفلة شديدة لا هم لهم إلا الدنيا وعمل النفاق وكل الجرائم {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} أهل هذه الصفة هم حزب الشيطان الذين انظموا إليه وصاروا في قبضته يدير شئونهم كيف يشاء {أَلاَ} هذه (ألا) أداة إعلام للتنبيه على أهمية القضية {إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} لأنهم سيخسرون يوم القيامة أنفسهم وأهليهم وما يملكون ولم يبق لهم إلا العذاب الأليم.
  (٢٠) {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} يباينون ويعادون الله ورسوله، يمكن أنها في الكفار والمنافقين جميعاً فهم يعتبرون محادين لله ورسوله {أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} لأن الله أعز رسوله وأعز المؤمنين وأذل أعداءهم.
  (٢١) {كَتَبَ اللَّهُ} هذا لأن الله سبحانه هو الغالب على أمره والقاهر فوق عباده كتب {لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} حكم بهذا وأوجبه {إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} فهو الغالب على أمره القاهر فوق عباده.
  (٢٢) {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} هذا تحذير عام لكل الناس بعد ما بين شدة غضبه على الذين