التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الحشر

صفحة 69 - الجزء 7

سورة الحشر

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ ٢ وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ


  (١) {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} سبح له نزهه سبحانه من كل نقص ومن كل عيب كل ما في السموات وما في الأرض وكلها دلائل على أنه منزه عن كل نقص وهذا يعم العقلاء وغيرهم أعني بالدلالة إما دلالة لفظية وإلا دلالة عقلية {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} العزيز الذي لا ينال، والحكيم الذي أفعاله وأقواله لا تخرج عن الحكمة.

  (٢) {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} الله سبحانه هو الذي أخرجهم من ديارهم لأول الحشر، والآية العظيمة هي في إخراجهم أول الحشر؛ أي بداية إخراجه من (المدينة المنورة) لأنه لم يكن هناك من يأمل في إخراجهم في ذلك الوقت، كما قال: {مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} والحشر يعني إخراجهم من بيوتهم ومن بلادهم وهؤلاء المعنيون هم يهود بني النضير حينما نقضوا العهد الذي بينهم وبين المسلمين فحكم الله بجلائهم من المدينة المنورة والقصة في كتب السيرة والتاريخ.