سورة الحشر
  الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ٣ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٤ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
  {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ} هؤلاء اليهود كانت لهم حصون منيعة ظنوا أنه لا يمكن لأحد أن يزعجهم منها {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} من حيث لم يتوقعوا ولم يظنوا.
  {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} من شدة الرعب كانوا يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فالمؤمنون يخربونها نكاية بهم، وهم يخربونها ربما لأخذ بعض الأشياء النفيسة معهم، وحسداً من أن يستفيد منها المؤمنون {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} اعتبروا كيف يأتي النصر من الله وفي الأوقات التي لم يكن أحد يتوقع النصر فيها.
  (٣) {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} من بلادهم والخروج منها {لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} لما سلموا من العذاب في الدنيا فكان لا بد لهم من عذاب إما الجلاء أو غيره فلما أن كتب عليهم الجلاء كان هو عذابهم العاجل {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ} بقي لهم عذاب النار لم يسقطه عنهم عذاب الدنيا.
  (٤) {ذَلِكَ} كله من الإخراج والجلاء والعذاب العاجل، والعذاب الآجل كله {بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} باينوا الله وعادوه، ومن يباين الباري ويعاديه {فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} في الدنيا والآخرة.