التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الحشر

صفحة 71 - الجزء 7

  ٥ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٦ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ


  (٥) {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} {مَا قَطَعْتُمْ} من النخل {مِنْ لِينَةٍ} وهي نوع من النخيل غير البَرْنيَّة والعَجْوة وهما من النوع الجيد في النخيل، وبقية الألوان يسمونه لينة، فما قطعوا أو تركوا من الألوان الباقية فهو بإذن الله، أي إباحته {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} بما أباحه للمؤمنين من قطعها أو استبقائها ليستفيدوا منها.

  (٦) {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} أي من أهل الكتاب يعني ما أرجعه وأعاده أرى أنه سمي الفيء فيئاً لأن الله أرجعه لنفسه سبحانه لأنه المالك فأخذه من أهل الكتاب لنفسه وجعله لرسوله والفيء هو الرجوع {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} لأنه أفاءه من دون حرب ولا إيجاف، والإيجاف: سرعة السير، فالمعنى: أن هذا الفيء منحة من الله لرسوله لأنه حصل بدون حرب ولا قتال وإنما هيبة اليهود من رسول الله جعلتهم يهربون مخلفين ذلك وراءهم، وهذا تبيين للمؤمنين لتطيب نفوسهم {وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} بقدرة الله سبحانه وقعت الهيبة والرعب في قلوبهم حتى ذهبوا وأخلوا البلاد.